لم يشأ السعوديون، أن يتركوا الصاروخ الحوثي الذي استهدف عاصمتهم، الرياض، وطاش طريقه إلى مخيم بطل طاش ما طاش الكوميديان عبدالله السدحان، دون أن يمطروه بوابل من اللطائف الساخرة. صحيح أن الدفاعات الأرضية السعودية لاحقت المعتدي الحوثي ورأس أفعاه طهران، ونكلت به في الفضاء، لكن مفارقات المحاولة الفاشلة شكلت «مقاومة أرضية» بارعة عند السعوديين الذين استهلكوا جزءا عزيزا من يوم عصر الثلاثاء، في تداول تداعيات الفصل الجديد من مسلسل طاش ما طاش الإيراني! دلالة استقبال السدحان للصاروخ الحوثي بابتسامة مضيئة، في المقطع الذي تداولته مواقع التواصل الاجتماعي، أشارت بوضوح إلى تصميم السعوديين ومهارتهم في تحويل التراجيديا الإيرانية السوداء إلى ضحكة مجلجلة اختصرت المشهد، حتى إن ظرفاء سعوديين توقعوا أن يستهدف الطاش الحوثي القادم مخيم ناصر القصبي في براري الرياض، لتصبح الضربة الحوثية الإيرانية الطائشة المزدوجة معبرا لعودة ثنائي الكوميديا، ناصر والسدحان، إلى مساءات رمضان القادم بفصل جديد من طاش، ربما يحمل عنوان (طراطيع طهران).. فما بعثه الحوثيون بعد ظهر الثلاثاء من صاروخ باليستي إلى الرياض، لم يخرج عند غالب السعوديين، الذين كانوا يحتفلون يومذاك بأضخم ميزانية في تاريخ بلادهم، من كونه مجرد «طرطوعة»، تحذّر البلديات الصغار من التعاطي معها، وتفرغ الباتريوت للتعامل معها بالنيران المضادة وإسكاتها؛ وأمطرها المتفرجون بالسخرية اللاذعة، وكان بطل المتفرجين الساخرين في هذه المرة هو عبدالله السدحان، الذي سيحرص أكثر من غيره على الاحتفاظ ببقايا الطرطوعة الإيرانية الطائشة كذكرى طيبة لأحد فصول السقوط الإيراني.. وهوان الحوثيين..!